بيان بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية ١٧ مايو

في السابع عشر من آيار العام 1990 أعلنت منظمة الصحة العالمية حذف المثلية الجنسية من قائمة الأمراض النفسية، لتنهي بذلك أكثر من قرن من الزمان تم فيه اعتبارها حالة مرضية. هذه بإيجاز قصة هذا اليوم، بمعنى آخر فأن أكبر منظمة صحية في العالم ترفض تماما اعتبار المثلية “مرضا نفسيا”، وهي بذلك قد قطعت بشكل مؤكد كل الاقاويل والتبريرات والذرائع التي تسوقها القوى الدينية واليمينية المحافظة، والتي كانوا من خلال هذه التبريرات يزيدوا من الاحتقان الاجتماعي ضد مجتمع الميم، وبالتالي يزيدوا من عزلة هذه الفئة، وجعلها منبوذة.

يشكل تاريخ السابع عشر من آيار من كل عام مناسبة مهمة بالنسبة لمجتمع الميم، فهذا الحد الزمني هو الذي أرسى دعائم وجود قانوني لشريحة مجتمع الميم بكل الوانهم، من مثليين-ات ومتحولين-ات ومزدوجي الميول ومغايري الهوية الجنسية وثنائي الجنس، كل أولئك يحتفلون بهذا التاريخ، ويحاولوا اشراك الناس بيومهم هذا.

ان الرهاب “الخوف المفرط وغير المبرر وغير العقلاني “هو أحد أسلحة القوى اليمينية ضد مجتمع الميم، فزراعة الخوف من ان هذه الفئة في المجتمع تشكل خطرا على المجتمع، هذا الغرس والترسيخ لمثل هذه الأفكار والرؤى يزيد من الاضطراب الاجتماعي، ليس داخل مجتمع الميم وحده، فرغم انهم المستهدف الأول من ذلك، الا ان نشر هذا الاضطراب والقلق سيصيب المجتمع ككل.

يوما بعد آخر تثبت القرائن العلمية والطبية والصحية سخف الادعاءات التي تقول بأن المثلية مرض، ويوما بعد آخر يشهد العالم تراجعا وهروبا من قبل أولئك المدعين ومن يمثلهم، فقد حاصرتهم الأبحاث والكشوفات العلمية والطبية، والتي كانوا يتعكزون عليها من غير دراية، الى ان اثبتت لهم ان المثلية ليس مرضا بل توجها جنسيا.

لقد مرت على البشرية، وطوال تاريخها المديد، الكثير من الاشكال الاجتماعية للقرابات والزواجات، وشهدت هذه البشرية وعبر كل تاريخها ولادة وموت أنواع واشكال اجتماعية عديدة، كانت ولادات صعبة في وقتها، فلقد مرت بمخاض عسير، وهذا يدل على عدم سكونية المجتمع، وان الحركة والتطور هما السمات الاصيلة له، لكن من ينظر الى المجتمع بثبات في تقاليده وقيمه هو من يريد ان يحافظ على المصالح التي استحوذ عليها من خلال هذا الشكل او ذاك.

ينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن لكل فرد الحق في التمتع بحقوق الإنسان والحريات الأساسية، وهذا الإعلان قد اتفقت عليه جميع الأمم، ومجتمع الميم هو جزء موجود وفعلي وملموس داخل المجتمع، ويجب ان يمارس حقه الإنساني في التمتع بالحرية، ويجب رفض وبشكل صارم وجاد كل حملة تشويه تطاله، ويجب الوقوف بفاعلية ضد من يسيء وينشر الفوبيا داخل المجتمع ضد المثلية، ولا يتم ذلك الا عبر سن وتشريع قوانين تحاسب من يسيء، وتكفل الحرية التامة لهذه الشريحة.

ان الاخاء الإنساني والدعوة للمساواة بين البشرية قاطبة تبقى منقوصة وغير مكتملة طالما بقيت فئة معينة من المجتمع معزولة او محاربة، وتاريخ السابع عشر من آيار يذكر العالم بأن هناك فئة داخل المجتمع لا زالت تعاني الاقصاء والانعزالية والنبذ، وعلى العالم المتحضر والمتمدن ان يضغط باتجاه رفض هذا السلوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *